عمارة واحتيتيان
الفصل الأول :
فى إحدى الليالى المظلمة... توقفت السيارة " 713\أجرة واحستان "...أمام بوابة عمارة واحتيتيان... ينزل من السيارة "ناصف" و يُخرج من جيبه عدة جنيهات... يعطيها للسائق ثم يتقدم بخطوات بطيئة... يدفع باب "العمارة" الحديدى الكبير ثم يتجه ناحية مدخل العمارة... يقف قليلاً ثم يغير إتجاهه ناحية أريكة بحديقة المنزل... يجلس ناصف ثم ينظر حوله... يميناً ثم يساراً... ثم ينظر خلفه
بعدما يتأكد من خلو الحديقة من مختلسى الأنظار... يخرج من جيب "الجاكيتة" علبة سجائره الفضية... ثم يأخذ منها سيجارة و يعيد العلبة إلى جيبه... ثم يُخرج من جيبه زجاجة صغيرة... يقوم بتقطير قطرات بسيطة من الزجاجة على السيجارة التى فى يده... ثم يغلق الزجاجة و يعيدها إلى جيبه
بعد ذلك يقوم بإخراج ولاعته الذهبية... و يقوم بإشعال السيجارة بعد أن قطرها بزيت الحشيش... و يبدأ فى تدخين تلك السيجارة بإستجمام و استرخاء... و بعد مرور لحظات بسيطة من الإستجمام... يظهر فى مدخل العمارة إمرأة... و يا لها من إمرأة... أنوثة طاغية... جمال صارخ... أما عن الوجه , فوجوه الملائكة تبدو كوجوه الشياطين مقارنتاً به... الشعر أسود داكن
كالحريير يصل حتى منتصف ظهرها... أما العينتين فكالؤلؤ
تتقدم تلك المرأة ناحية ناصف... ثم تقول له فى عصبية ( تووك ما شرفت ) يتجاهل ناصف الرد عليها... ثم يحدق فى عينيها و هو مستمر فى تدخين سيجارته... تزداد عصبية "سمر" و هو إسم تلك المرأة... ثم تقول له بصوتاً عال قليلاً ( لما أكلمك ترد عليا ) يقوم ناصف بأخذ نفس عميق من السيجارة... ثم يقوم بإخراجه... ثم يقول لها فى هدوء ( عايزة إيه ؟ ) فكان ردها السريع ( الساعة 4,20 صباحاً , سعادتك كنت فين لحد دلوقتى ؟ ) ثم تنظر إلى السيجارة التى فى يده... فتخطفها منه بعدما ما أدركت أمرها... فقد غزت رائحة الحشيش أنفها... ثم تقوم بتمزيقها ثم إلقائها على الأرض... ينظر لها ناصف فى إندهاش... ثم يصرخ بعصبية ( إيه الأنتِ عملتيه ده ؟؟ مش من حقك...) فتقاطعه سمر ( يبنى فوق لنفسك بقا و كفايا القرف الأنت عايش فيه ده... لو مش خايف على فلوس أبوك خاف على صحتك... ده حتى جامعتك لا بتروحها و لا تعرف عنها حاجا... العيال الكانوا أصغر منك سبقوك بسنيين , أتكسف على دمك شوية ) يبادر ناصف بالرد ( خلاص... ؟ خلصتِ المحاضرة ؟؟؟ عن إذنك بقا عشان أنا تعبان و هطلع أتخمد ) ثم يقوم و يتجه ناحية مدخل العمارة فى خطوات سريعة...
و يبدو أن سمر قد ندمت على تلك المقابلة "الجافة" التى قابلت ناصف بها... فجرت خلفه و هى تصيح بصوتاً خافص
( ناصف ) فيتجاهلها فتعاود النداء و هى لازلت تجرى خلفه ( ناصفففف , استنى يبنى , خد أقولك بس...) ثم تضع يدها على كتفه و قامت بجذبه إلى الوراء بعد أن كان قد دخل مدخل العمارة , وقف ناصف و نظر إليها ثم قال ( إيه ؟؟؟ عايزة تكملى المحاضرة ؟ ) فترد سمر ( ما يبقاش قلبك أسود كدا , و بعدين محاضرات إييه يبنى ؟؟ ده جزائى يعنى عشان بخاف عليك و على مستقبلك ؟! )
يقوم ناصف بالرد بعد أن هدأت نفسه ( خلاص , أنا مش متضايق... أنا هطلع أنام عشان أنا تعبان ) ثم يستدير ناصف ليتجه داخل العمارة , فتناديه سمر
( ما تصبر يبنى أنت , أنت ميت على النوم ؟؟؟ ) فيرد ناصف ( تعباااااااااااااان ) فتسأله سمر ( يعنى بلاش أعزمك على حاجا عند عمك "أبو زيف" ؟) ناصف ( إذا كان كدا يبقى النوم يستنى نصاية
)
يدخل كل من ناصف و سمر العمارة و يتجهون إلى بار العمارة... يجلس كل منهما على كرسى... ثم تبادر سمر بإلقاء التحية على " أبو زيف " قائلة ( ليلتك سعيدة يا أبو زيف :) ) فيرد عليها ( ليلتك أسعد ) فتقول له ( كاسين مارتينى بقى من القلبك يحبهم ) أبو زيف ( من عينيا ) فيقوم بتقديم الكأسين لهم و يقوم بعمل كأس لنفسه
ثم يقول لكلاهما ( الدنيا عاملة إيه ؟ ) فيرد ناصف ( الدنيا جميلة و لونها بمبييييييي) و تمر دقائق فى هدوء ثم يُفتح باب "المصعد" و يخرج منه شخص , أنه الحاج "سبعاوى" و يبدو أنه ذاهب لإداء صلاة الفجر فيناديه ناصف
( حج سبعاوى... تعا خد لك كاس) فيرد السبعاوى بعد ان عبس وجهه :mad1: و بصوتاً عال يقول ( أعوذ بالله من غضب الله ) فينفتح ناصف فى الضحك فينظر له السبعاوى و لازال وجهه عابساً ثم يقول ( أضحك , أضحك...
أضحك حتى تشبعاً ضحكاً قبل أن يأتى اليوم الذى لن تقدر على الضحك فيه... اليوم الذى ستدفع فيه ثمن إستمتاعك بالدنيا ) يتوقف ناصف عن الضحك للحظات ثم يحدق فيمن حوله ثم ينفجر فى الضحك بشكل هستيرى
يتجه الحاج سبعاوى إلى مدخل العمارة حيث كانت وجهته للخارج قاصداً مسجد واحتيتيان... و أثناء خروجه يتقابل مع سامر فى مدخل العمارة ثم يلقى سامر التحية علي السبعاوى قائلاً ( ليلتك سعيدة يا حاج ) فيرد السبعاوى التحية و لازال وجهه عابساً ( ليلتك سعيدة ) و يكمل طريقه إلى خارج العمارة بلا توقف , فيتعجب سامر فيقول ( ماله ده) فيناديه ناصف ( سامر باشا... سييبك منه.... تعالى أشرب حاجا ) يتجه سامر ناحية البار ثم يجلس على كرسى و يطلب من أبو زيف كوباً من الفوديكا بعصير البرتقال الطبيعى
يتبع...