تقرير المؤتمر الفلسطيني العربي الثالث المرسل إلى المندوب السامي
(حيفا - 18/ 12/ 1920)
إن هذا المؤتمر الفلسطيني العربي الثالث الممثل قانونًا لجميع طبقات الشعب الفلسطيني العربي وعناصره المنعقدة في مدينة حيفا منذ اليوم الثالث من شهر كانون أول (ديسمبر) سنة 1920 استنادًا على العهد الذي عقدته دولة بريطانيا العظمى مع حليفها جلالة ملك الحجاز سنة 1915 وعلى تصريحات سائر رؤساء الحكومات المتحالفة وساستها المؤيدة لضرورة منح الشعوب المحررة المنفصلة عن السلطنة العثمانية حق تعيين مصيرها واختيار شكل الحكومة التي ترضاها. هذا المؤتمر يطلب باسم الشرف الدولي وشرف الإنسانية وباسم الدينين الإسلامي والنصراني إلى دولة بريطانيا العظمى بذل المبادرة إلى تشكيل حكومة وطنية مسؤولة أمام مجلس نيابي ينتخب أعضاءه الشعب المتكلم باللغة العربية القاطن في فلسطين حتى أول الحرب إحقاقًا لمبادئها السامية التي ترغب في تطبيقها في العراق وشرقي الأردن المتكلمتين بالعربية وتأييدًا وتوثيقًا للمودة المتأصلة بينها وبين الأمة العربية على الإطلاق وهذا المؤتمر على يقين تام من أن طلبه هذا مصادف خير قبول وأسرع تلبية وأن التردد في إجابته استدامة لما لا ضرورة له ويمكن تجنبه من استياء الشعب العربي وتحميل الشعب البريطاني نفقات باهظة في سبيل الراحة الداخلية والخارجية.
فإن هذا المؤتمر متكلمًا باسم الشعب غير راضٍ عن شكل الإدارة الحالية لأنها مخالفة لرغائبه وحقوقه لأسباب أهمها:
1 - اتخاذ صلاحية سن القوانين لنفسها أي بدون مجلس تشريعي نيابي منتخب وقبل صدور قرار جمعية الأمم النهائي.
2 - اعترافها بالجمعية الصهيونية كهيئة رسمية.
3 - شروعها بتنفيذ المآرب الصهيونية بإدخالها المهاجرين الصهيونيين واستعمالها العبرانية لغة رسمية وسكوتها على وجود راية صهيونية.
4 - تأليفها مجلسًا استشاريًا عينته تعيينًا لتوهم أن في فلسطين مجلسًا تشريعيًا يمثل الأهالي.
5 - وجود زعماء صهيونيين في أعلى مراكزها مع أن فلسطين هذه هي البلاد المقدسة للعالمين النصراني والإسلامي ولا يجوز وصول أمرها إلى أيدٍ غير إسلامية ونصرانية وأن هذا المؤتمر يرفع لبريطانيا العظمى شكره بنسبة ثقته في أنها تحل طلبه هذا محل النظر والتلبية والسلام