مزيد من صور العاصمة " أنتانا ريفو" و إسم الدلع" تانا":
مزيد قادم.
مزيد من صور العاصمة " أنتانا ريفو" و إسم الدلع" تانا":
مزيد قادم.
مع تحيات محمود تركى ( متفرج)
مزيد من صور " تانا" العاصمة:
استراحة قصيرة
بقية صور العاصمة:
مزيد فادم
مزيد من صور العاصمة:
مزيد قادم.
و كما, و كمان:
آخر صور العاصمة قادمة.
نهاية صور العاصمة,
بهذا تنتهى صور العاصمة, و سيلى ذلك شرح بقية الرحلة, مع مزيد من الصور.
تقبلوا التحية.
الخروج من العاصمة:
توجهنا بعد زيارة العاصمة إلى الشمال, حيث يقيم صديقنا في بلدة تدعى “ مارانسترا", و ذلك لحضور حفل زواج أحد أفراد أسرته المقيم فى قرية شمالية بمدغشقر.
و قد تأخر موعد إقلاع الطائرة لمدة 24 ساعة بسبب عطل مفاجئ فى الطائرة بعد 7 دقائق من إقلاعها, و عادت الطائرة الى المطار, و بعد محاورات و مداورات, وافقت سلطات المطار على منح الأجانب فقط ( أى نحن) مأوى فى لوكاندة قريبة من المطار, مع الإقامة الكاملة لمدة 24 ساعة, فضلا عن المواصلات, كذلك ضمان مقاعد لنا على الطائرة المقلعة فى اليوم التالى.
و كانت اللوكاندة تشبه لوكندات سيدنا الحسين, و كان الطعام جيدا و وفيرا, كما كان الناموس فى أحسن صحة, و لكن على الأقل وجدنا سريرا لننام عليه, و دش ساخن, عشرة على عشرة.
و لكن كان ما أقلقنا هو عدم تمكنا من الإتتال بصديقى لإخطاره بما حدث, حيث أنه لا يوجد لديه( هو أو غيره) تليفون. وفوضنا أمرنا لله.
فى مارانسترا:
إن معظم المبانى فى جزيرة مدغشقر هى من مخلفات الإستعمار الفرنسى, و لم ينلها تطور منذ خروج الفرنسيين, و يسرى هذا على مطار " مارنسترا" الذى كان عبارة عن ملعب كرة كبير به مبنى صغير يستعمل للإدارة, و الإستقبال و الخروج. و كان المبنى فقيرا, ولكنه كان نظيفا.
كان صديقى فى الإنتظار بالمطار, و لقد نام على دكة فى لإنتظارنا, و لقد تكهن بما حدث, و أصر على البقاء لحين وصولنا, وشكرنا الله على ذلك.
تزاحمنا و تكومنا فى داخل سيارة بوكس مع ثمانية من المستقبلين, بالإضافة الى عجلة بسكليت, و حقائب, و صناديق, وخلافه من لوازم السفر, حيث أن هذه السيارة البوكس كانت أيضا فى إنتظار ركاب آخرين, تبين أنهم أيضا ضيوفا على صديقى.
تقع بلدة ( مارنسترا ) فى منطقة مدارية شبه إستوائية, شديدة الرطوبة, و يبلغ متوسط المطر السنوى ثلاثة أمتار,( ليست 3 سنتيمترات, أو بوصات, بل 3 أمتار). و المطر متوقع أى لحظة, لذا لا يخرج الأهالى من ديارهم ليلا أو نهارا بدون مظلة. لذا كان الهواء ثقيلا على التنفس, و الملابس دائما مندية, حتى داخل الشنط.
و يبلغ تعداد أهالى البلدة حوالى 15000 نسمة ( خمسة عشر الفا), و قد أقيمت هذه البلدة فى منطقة رملية, مما ساعد على سرعة جفاف التربة بعد هطول الأمطار الشديدة, فورا.
و يوجد بالبلدة شارع واحد مرصوف, و هو الشارع الرئيسى, حيث توجد المحلات العامة التى تبيع أى شيء يخطر على بالك. و المساكن هناك مبنية من الخشب, و لا توجد مبانى طوبية سوى تلك التى تركها الفرنسة, و استعملت كمكاتب للحكومة و مستشفى.
و سوق البلدة مفتوح يوميا الى ساعة المغرب, و توجد به موائد مرصوصة عليها البضائع, وهنا تشم رائحة الخبز الطازج المخبوز فى أشكال مختلفة, كما تجد الخضراوات و الفواكه المدارية مثل الموز و الأناناس, و المانجو و جوز الهند, و الباباز, وفواكه أخرى لا أعرف أسماءها.
و كان صديقى قد إستعمل نفوذه, و حجز لنا كابينة فى " موتيل" بدائى عبارة عن كشك به الإدارة, و حوله أربع كبائن مبنية من البامبو الغليظ. وكان شكل هذه الكبائن جميل جدا رغم بساطتها.
و لم يكن بناء الموتيل قد أستكمل بعد, و لكن لحسن حظنا, كانت هذه الكابينة صالحة للإستعمال الآدمى, لقد كان بها مياه جارية, و تواليت أفرنجى, و دش ساقع, و ناموس رائع. , لكن صديقى أهدانا شبكة مضادة للناموس, تغطى السرير بما حمل. وكان بالحمام فتحة للتهوية, لكن لم تكن مجهزة بشباك.
و كان للحجرة نافذتان, مجهزتان بالشيش. بنيت هذه الكبائن على منصة مرتفعة للحماية من الحشرات و الزواحف, و قد فضلنا هذاالمكان الذى يبعد حوالى 5 دقائق سيرا من مكان إقامة صديقى, على فندق آخر يبعد حوالى 3 كيلومترات , وخاصة و أنه لم يكن لدينا وسيلة مواصلات سوى الأقدام.
و بقينا فى البلدة لمدة أسبوع.
و للحديث بقية
نظرة على مجتمع مدغشقر.
طلب منى بعض الأصدقاء,( فضلا عن التفاصيل الجغرافية للأماكن التى زرتها) , الكتابة عن الناس, وكيف يعيشون. ولقد وجدت أن افضل شرح لأى مجتمع من الأفضل أن يكون مستمدا من واقع حياتهم الطبيعية التى لم تفسدها المؤثرات الخارجية, لذا, فإن ما سأكتبه فيما بعد عن شعب مدغشقر هو ما لمسته فى بلدة صغيرة, تبعد مئات الأميال عن العاصمة, التى تختلف الحياة الإجتماعية فيها تماما عن واقع الشعب المالاجاسى.ولكن ذلك لا يمنع من ذكر تجربتى مع سائق التاكسى الذى أقلنا من المطار الى اللوكاندة.
لعلكم تذكرون أن سائق التاكسى كان شابا لطيفا و مهذبا, من أصل مالاجاسى( أى من الأهالى الأصليين بالجزيرة) و إسمه جو, و يسوق تاكسى إبن عمه بعض الوقت لكى يوفر مصاريف دراسته الجامعية.
بعد أن أوصلنا جو الى الوكاندة, سألنا إن كنا نريد إستعمال سيارته التاكسى فى الغد, وقد رحبنا فورا بذلك, وفى صبيحة اليوم التالى, عندما قررنا ألإنتقال الى فندق أحسن, وجدت الإستعلامات تخطرنى أن سائق تاكسى ينتظر فى الرواق. و كم كانت سعادتى برؤيته, و دفعنا حسابنا فى هذا الجحر, و ذهبنا الى اللوكاندة الفرنسية التى كتبت عنها سابقا.
عندما إنتهى قيدنا فى اللوكاندة الفرنسية, سألنى جو عما إذا كنت أريده لأمر آخر, وهنا سألته: هل يمكن أن تكون سائقنا طوال فترة وجودنا بالعاصمة؟؟ و كان رده الفورى: نعم, وبهذا أصبح جو هو دليلنا و سائقنا و صديقنا و كل شيئ.
لن أذكر كل الأماكن التى ذهبنا اليها مع جو, ولكن, عندما قررنا الذهاب الى مارانسترا, أخذنا الى المطار, و سألنا متى سنعود, وذكرنا له تاريخ و موعد العودة, وكان فى إنتظارنا!!!.
و استمر جو معنا الى آخر يوم لنا فى مدغشقر, وكان علينا أن نذهب الى المطار فى الساعة الرابعة صباحا , و سألناه, هل يمكن أن يحضر الى اللوكاندة فى الساعة الثالثة صباحا؟ فقال بدون تردد: نعم.
إستيقظت حوالى الثانية صباحا, ونظرت من خلال نافذة حجرتنا فى اللوكاندة الى موقف السيارات, فوجدت سيارة جو هناك, و إطمئن قلبى, وبعد دفع الفاتورة, وجدنا جو منتظرا فى مدخل اللوكاندة, مستعدا لأخذنا الى المطار, وعندما سألته لماذا أتى مبكرا عن موعده, كان رده: لقد أردت أن أكون فى الموعد , لذا, لقد نمت فى السيارة حتى لا تفوتكم الطائرة, وهنا كدت أن أقبله.
فى الفقرة التالية, سأنهى السرد, و سأنشر صور البلدة التى زرنا فيها صديقنا من أستراليا( الملاجاسى الأصل, و المتزوج إبنة حكمدار بوليس ولاية كويزلاند,شمال شرق أستراليا) و حفلة زواج أحد أصدقائه.