- معجزات مقدمات السور في القرآن الكريم
القـرآن الكـريم كما اخـبرنا رسـولنا الكـريم صـلى الله علـيه وسـلم عندما قال عنه بأنه "لا تنقضـي عجـائبه" كان صـادقا فكل يـوم نعـلم وعلى "يقيــن" بعجـائب القـرآن الكـريم وانه لا تنفـذ عجـائبه بل تبـقى الى يـوم القيامـة، وهنا عجـائب من نوع خاص ليس لشتى مجـالات الحيـاة، وانمـا في القــرآن نفســه في فواتــح الصــور من الآيات القصـيرة. حيث جعـل الله سـبحانه وتعـالى بهـا عجــائب توحـي بانـه من عنـد الله خــالق كـل شـئ ســبحانه وتعـالى:


ولنأخذ سـورة صغيرة بسـيطة من سور القرآن الكريم:
سورة ق مثلاً .. إذا اجرينا عليها تجربة .. فنعد ما فيها من قافات وسنجد أن فيها (57) قافـاً ..
ثم نأخذ السـورة التالية وهي سـورة الشورى وهي ضعفها في الطول وفي فواتحها حرف "ق" أيضاً .. وسـنجد أن فيها هي الأخرى (57) قافاً.
هـل هي صـدفة ؟!!! ..
لنجمعهم 57 + 57 = 114 عدد سـور القـرآن الكـريم ..
هل تعلـموا كيـف تبدأ سـورة "ق" .. وكيف تختتـم .. في بدايتـها (ق وَالْقُـرْآنِ الْمَجِيـدِ) // وفي ختامها (فـَذَكِّرْ بِالْقُـرْآنِ مَن يَخَـافُ وَعِيـدِ) .. وكأنما هي إشارات بأن ق ترمز للقـرآن ..
ومجمـوع القافات 114 وهي مجمـوع سـور القـرآن...

ولتتـطلعوا على هـذه التجـربة :ـ
إذا وضــعنا سـور القــرآن في العقـل الإلكتـروني وسألناه أن يقدم لنا احصـائية بمعدلات توارد حرف القـاف في جميـع السـور ماذا سـوف يقول لنا هذا الجهــاز.
وبعد ان اجــريت هذه التـجربة قال لنـا العقـل الإلكتـروني أن أعلى المتوســطات والمعـدلات موجـودة في سـورة "ق" وأن هذه السورة قد تفوقـت حسـابياً على كل المصـحف في هذا الحــرف..

هل هذه صـدفة أخــرى ؟!!!!

- وسـورة الرعـد تبـدأ بالحرف ا ل م ر قـدم لنا العقـل الإلكتـروني احصـائية بتـوارد هذه الحروف في داخـل السـورة كالآتي:
"ا" ترد 625 مرة .
"ل" ترد 479 مرة .
"م" ترد 260 مرة .
"ر" 137 مرة .
هكـذا وفي ترتـيب تنـازلي ا ثم ل ثم م ثم ر .. بنفـس الترتيـب الذي كتـبت به ا ل م ر تنـازلياً ثم قـام العقـل الإلكتـروني بإحصـاء معـدلات توارد هذه الحـروف في المصـحف كـله .. وألـقى إلينـا بالقــنبلة الثانيـة .. أن أعلى المعـدلات والمتوسـطات لهـذه الحروف هي في سـورة الرعد .. وأن هذه السـورة تفـوقت حسابيـاً في هذه الحروف على جميـع المصـحف.

- نفـس الحكاية في ا ل م البقـرة .
"ا" وردت 4592 مرة .
"ل" وردت 3204 مرات .
"م" وردت 2195 مرة .
بنفـس الترتيـب التنـازلي ا ل م .
ثم يقـول لنا العقـل الإلكتـروني أن هذه الحروف الثـلاثة لها تـفوق حسـابي على باقـي الحـروف في داخـل ســورة البقــرة .

نفـس الحكايـة في ا ل م سـورة آل عمـران .
"ا" وردت 2578 مرة .
"ل" وردت 1885 مرة .
"م" وردت 1251 مرة .
بنفـس الترتيـب التنـازلي ا ل م وهي تتـوارد في الســورة بمعـدلات أعلى من باقي الحـروف.

نفس الحكايـة في ا ل م سـورة العنكـبوت .
"ا" وردت 784 مرة .
"ل" وردت 554 مرة .
"م" وردت 344 مرة .
بنفـس الترتيـب التـنازلي ا ل م وهي تتـوارد في السـورة بمعـدلات أعلى من باقـي الحروف.

نفس الحكايـة في ا ل م سـورة الـروم .
"ا" وردت 547 مرة .
"ل" وردت 396 مرة .
"م" وردت 318 مرة .
بنفـس الترتيـب ا ل م ثم هي تتـوارد في السـورة بمعـدلات أعلى من باقـي الحروف.

وفي جميـع السـور التي ابتـدأت بالحروف ا ل م نجـد أن السـور المكيـة تتـفوق حسـابياً في معـدلاتها على باقـي السـور المكيـة، والمدنيـة تتـفوق حسـابياً في معدلاتـها من هذه الحروف على باقـي السـور المدنيـة.

وبالمثل في ا ل م ص سـورة الأعـراف .
يقـول لنا العقـل الإلكـتروني أن معـدلات هذه الحروف هي أعلـى ما تكـون في سـورة الأعـراف، وأنها تتـفوق حسـابياً على كل السـور المكيـة في المصـحف.

وفي سـورة طـه نجد أن الحـرف "ط" والحـرف "هـ" يتـواردان فيـها بمعـدلات تتـفوق على كل السـور المكيـة .. وكـذلك "كـهـيـعـص"سـورة مريـم ترتـفع معـدلات هذه الحروف على كل السـور المكيـة في المصـحف.

كما نجـد أن جميـع السـور التي افتتـحت بالحروف "حـم" .. إذا ضمـت إلى بعضـها فإن معـدلات توارد الحـرف "ح" والحـرف "م" تتـفوق على كل السـور المكيـة في المصـحف.


وبالمثـل السـورتان اللتـان افتتـحتا بحـرف "ص" وهما سـورة "ص" والأعـراف "ا ل م ص" ويلاحـظ أنهما نزلتـا متتـابعتين في الوحـي .. إذا ضمتـا معاً تفوقتـا حسابيـاً في هذه الحروف على باقـي المصـحف.

وكذلـك السـور التي افتتـحت بالحروف ا ل ر وهـي إبراهيـم ويونـس وهـود ويوســف والحجــر وأربـع منها جـاءت متتـابعة في تواريـخ الوحي .. إذا ضـمت لبعضـها .. أعطـانا العقـل الإلكتـروني أعلى معـدلات في نسـبة توارد حروفها ا ل ر على كل السـور المكيـة في المصـحف.

- أمـا في سـورة "يـس" فإننـا نلاحظ أن الدلالـة موجـودة ولكنـها انعكسـت .. لأن ترتـيب الحروف انعـكس؛ فاليـاء في الأول "يـس" بعكـس الترتـيب الأبجـدي.
ولهـذا نرى أن تـوارد الحـرف "ي" والحـرف "س" هو أقــل من تـوارده في جميـع المصـحف مدنيـاً ومكيـاً. فالدلالـة الإحصـائية هنـا موجـودة ولكنـها انعكسـت.

- هذا الكـلام ليـس من عنـد نفسـي وإنما هي دراسـة قـام بهـا عالـم مصـري في أمـريكا هو الدكتـور رشـاد خليـفة.
وهذا الكتـاب يقـدم هذه الدراسـة مفصـلة:
Miracle of Quran
Islamic Productions International in St. Louis mo

- لم تعـد المسـألة صـدفة .. وإنمـا نحـن أمـام قوانيـن محكـمة وحـروف محسـوبة كل حـرف وضـع بميـزان يقـول الله تعـالى:

"الله الـذي أنـزل الكتـاب بالحـق والميـزان" 17- الشورى.

وأي ميـــــــزان .. نحـن هنـا أمـام ميـزان يـدق حتى يـزن الشـعرة والحـرف .. أظـن أن فكـرة النبـي الذي يؤلـف القـرآن ويقـول لنفسـه سـلفاً سـوف أؤلف ســــورة الرعد من حروف ا ل م ر وأورد بهـا أعلـى معـدلات من هـذه الحـروف على باقـي الكتـاب وهو لـم يؤلـف بعد الكتـاب مثل هذا الظـن لم يـعد جائـزاً ..

وأيـن هذا الذي يَحصِي لـه هـذه المعـدلات وهـي مهمـة لا يسـتطيع أن يقـوم بها إلا عقـل إلكتـروني ولو تكفـل هو بها فإنـه سـيقضي بضـع سنيـن ليحصي الحروف في سـورة واحـدة يجـمع ويطـرح بعـلوم عصـره وهو لا يعـرف حتى علـوم عصـره وهو سـيؤلف أو يشـتغل عـداداً للحـروف.

وإذا كان يحسـب الحـروف هل كان سـوف يعـرف الأحـداث التي سـوف تحـدث بعد ذلـك لكـي يـؤلف لهـا كتـاباً هـل كان يعلـم الغيـب وهـل هذه الاحـداث والكلمـات التي سـوف يكتـبها تتـماشى مع هذا العـد من الحـروف وهـل لو نجـح في عد الحـروف هـل الاحـداث التي سـوف يرويـها كامـلة ومتـطابقة مع الحـروف التي سـوف يؤلفـها وهل الحروف لن ينـخدع بها عنـد الكتـابة عن شـئ معيـن وان لـم ينـخدع هـل يحسـب الحـروف بصـورة صحيـحة.

نحـن هنـا أمـام اسـتحالـة.

فإذا عرفنـا أن القـرآن نـزل مفرقـاً ومقطـعاً على 23 سنـة.

فإنـا سـوف نـعرف أن وضـع معـدلات إحصـائية مسـبقة بحـروفه هي اسـتحالة أخـرى .. وأمـر لا يمـكن أن يعـرفه إلا العليـم الـذي يعـلم كل شـئ قبـل حدوثـه والذي يحصي بأسـرع وأدق من كل العقـول الإلكتـرونية...

الله الـذي أحـاط بكـل شـئ علمـاً .. وما هذه الحروف المقطـعة في فواتـح السـور إلا رمـوز علمـه بثـها في كتـابه لنكشـفها نحـن على مـدى الزمـان.

"سـنريـهم آياتـنا في الآفـاق وفي أنفسـهم حتـى يتـبين لهـم أنه الحـق" 53- فصلت.

ولا أقـول أن هـذه كل أسـرار الحروف .. بل هي مجـرد بدايـة لا أحـد يـدري إلى أي آفـاق سـوف توصـلنا.

وهذه الحروف بهـذه الدلالـة الجـديدة تنـفي نفيـاً باتـاً شـبهة التأليــف.

ثم هـي تضـعنا أمـام موازيـن دقيـقة ودلالات عميـقة لكـل حـرف فـلا يجـرؤ أحـد أن يقـول أنه أمـام .. أي كـلام .. وبالفعـل انه كـلام لا يمكـن أن يكـون أي كـلام.
د/ مصطفى محمود